1‏/6‏/2009

متى سندفع "الارنونا"؟

من المدوِّن محمد العرب
نزلت قبل أيام الى قسم الجباية في المجلس المحلي للقرية وأحمل في جيبي ما يعادل الألف دولار, لم أكن ذاهبا لألعب في كازينو أو لأشتري شيئا ما بل كنت أحمل هذا المبلغ لكي أدفع الديون المتراكمة علينا, لأننا لم ندفع الأرنونة منذ عدة شهور. الأرنونة عبارة عن ضريبة تسرقها المجالس المحلية, أو بالأحرى تجمعها من المواطنين لشتى الخدمات الوهمية التي لا نرى منها سوى وعود فارغة, وشاحنة قمامة سرقت ذات يوم وتجمعت القمامة الى أن وفرت وزارة الصحة شاحنة جديدة بعد أن قبض من سرقها ثمنها حين باعها قطع غيار في مكان ما.

عندما دفعت ذلك المبلغ أخذت أفكر حين أتى شخص من قبل المجلس ليقيس حجم البيت وهو المقياس الذي على اساسه تحدد قيمة الأرنونة, فعندما صعد الى سطح البيت كان القياس شيئا وعندما أخذ يقيس داخل البيت وجد شيئا آخر, لكنه أخذ في الحسبان القياس الأكبر. ومنذ ذلك اليوم زادت القيمة التي ندفعها, ورغم انه قام بهذا القياس في شهر ايلول الا اننا أرغمنا على دفع الفرقية عن كل السنة. فكرت أيضا بالمبلغ نفسه, مبلغ كبير أليس أفضل لو إشتريت بهذا المبلغ حاسوبا محمولا بدلا لأن أدفعه لأبناء الساقطة, لكن هكذا كان.

أخذت الورقة التي تثبت أني دفعت كل الديون وسددتها, خرجت من المكتب, وأنا أقرأ الورقة بعناية, حيث رأيت أن رصيد الديون قد أصبح صفرا بعد أن كان ولفترة طويلة يتزايد ويتكاثر جراء الديون والضريبة والغرامات. عندما وصلت الباب الخارجي رأيت كومة من الأوراق الحمراء, كتلك التي وصلتنا وعلى إثرها إضطررت للذهاب وودفع الديون, أناس كثيرون تجول في أفكارهم مشاكل وهموم, وأسئلة أهمها, متى سندفع الأرنونا؟!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق