21‏/6‏/2009

المعجزة الالهية في ماء زمزم


قال أحد الأطباء في عام 1971م إن ماء زمزم غير صالح للشرب استناداً إلى أن موقع الكعبة المشرفة منخفض عن سطح البحر ويوجد في منتصف مكة المكرمة ، فلا بد أن مياه الصرف الصحي تتجمع في بئر زمزم ما أن وصل ذلك إلى علم الملك فيصل رحمه الله حتى أصدر أوامره بالتحقيق في هذا الموضوع وتقرر إرسال عينات من ماء زمزم إلى معامل أوروبية لإثبات مدى صلاحيته للشرب ويقول المهندس الكيميائي معين الدين أحمد الذي كان يعمل لدى وزارة الزراعة والموارد المائية السعودية في ذلك الحين أنه تم اختياره لجمع تلك العينات وكانت تلك أول مرة تقع فيها عيناه على البئر التي تنبع منها تلك المياه وعندما رآها لم يكن من السهل عليه أي يصدق أن بركة مياه صغيرة لا يتجاوز طولها 18 قدما وعرضها 14 قدماً توفر ملايين الجالونات من المياه كل سنة للحجاج منذ حفرت في عهد إبراهيم عليه السلام وبدأ معين الدين عمله بقياس أبعاد البئر ثم طلب من أن يريه عمق المياه فبادر رجل بالاغتسال ، ثم نزل إلى البركة ليصل ارتفاع المياه إلى كتفيه وأخذ يتنقل من ناحية لأخرى في البركة بحثاً عن أي مدخل تأتي منه المياه إلى البركة غير أنه لم يجد شيئاً وهنا خطرت لمعين الدين فكرة يمكن أن تساعد في معرفة مصدر المياه وهي شفط المياه بسرعة باستخدام مضخة ضخمة كانت موجودة في الموقع لنقل مياه زمزم إلى الخزانات بحيث ينخفض مستوى المياه
بما يتيح له رؤية مصدرها غير أنه لم يتمكن من ملاحظة شيء خلال فترة الشفط فطلب من مساعده أن ينزل إلى الماء مرة أخرى وهنا شعر الرجل بالرمال تتحرك تحت قدميه في جميع أنحاء البئر أثناء شفط المياه فيما تنبع منها مياه جديدة لتحلها وكانت تلك المياه تنبع بنفس معدل سحب المياه الذي تحدثه المضخة بحيث أن مستوى الماء في البئر
لم يتأثر إطلاقاً بالمضخة وهنا قام معين الدين بأخذ العينات التي سيتم إرسالها إلى المعامل الأوروبية
وقبل مغادرته مكة استفسر من السلطات عن الآبار الأخرى المحيطة بمدينة مكة المكرمة فأخبروه بأن معظمها جافة
وجاءت نتائج التحاليل التي أجريت في المعامل الأوروبية ومعامل وزارة الزراعة والموارد المائية السعودية متطابقة
فالفارق بين مياه زمزم وغيرها من مياه مدينة مكة كان في نسبة أملاح الكالسيوم والمغنسيوم ولعل هذا هو السبب في أن مياه زمزم تنعش الحجاج المنهكين ولكن الأهم من ذلك هو أن مياه زمزم تحتوي على مركبات الفلور التي تعمل على إبادة الجراثيم وأفادت نتائج التحاليل التي أجريت في المعامل الأوروبية أن المياه صالحة للشرب ويجدر بنا أن نشير أيضاً إلى أن بئر زمزم لم تجف أبداً منذ مئات السنين وأنها دائما ما كانت توفي بالكميات المطلوبة من المياه للحجاج ، وأن صلاحيتها للشرب تعتبر أمراً معترفاً به على مستوى العالم نظراً لقيام الحجاج من مختلف أنحاء العالم
على مدى مئات السنين بشرب تلك المياه المنعشة والاستمتاع بها وهذه المياه طبيعية تماماً ولا يتم معالجتها أو إضافة الكلور إليها كما أنه عادة ما تنمو الفطريات والنباتات
في الآبار مما يسبب اختلاف طعم المياه ورائحتها أما بئر زمزم فلا تنمو فيها أية فطريات أو نباتات فسبحان الله رب العالمين

((انشر هذا الموضوع ليكون صدقة جارية))

19‏/6‏/2009

"عفوا فيروز"

غـنت فيروز لفلسـطين
الآنَ، الآنَ وليس غداً أجراسُ العـودة فلتـُقـرَعْ
فرد عليها نزار قباني
غنت فيروز مُغـرّدة ً وجميع الناس لها تسمع "الآنَ، الآنَ وليس غداً أجراس العَـودة فلتـُقـرَع مِن أينَ العـودة فـيروزٌ والعـودة ُ تحتاجُ لمدفع والمدفعُ يلزمُه كـفٌّ والكـفّ يحتاجُ لإصبع ْ والإصبعُ مُلتـذ ٌ لاهٍ في دِبر الشعب له مَرتع ْ؟ عـفواً فـيروزُ ومعـذرة أجراسُ العَـودة لن تـُقـرع خازوقٌ دُقَّ بأسـفـلنا من شَرَم الشيخ إلى سَعسَع غـنت فيروزُ مرددة آذان العـُرب لها تسمع "الآنَ، الآنَ وليس غداً أجراسُ العـَودة فلتـُقـرَعْ عـفواً فيروزُ ومعـذرة ً أجراسُ العَـوْدةِ لن تـُقـرَعْ خازوقٌ دُقَّ بأسـفلِـنا من شَرَم الشيخ إلى سَعسَعْ ومنَ الجـولان إلى يافا ومن الناقورةِ إلى أزرَعْ خازوقٌ دُقَّ بأسـفلِنا خازوقٌ دُقَّ ولن يَطلع
أما تميم البرغوثي فيقول من وحي العدوان على غزة ورداً على فيروز و نزار
عـفواً فيروزٌ ونزارٌ فالحالُ الآنَ هو الأفظع إنْ كانَ زمانكما بَشِـعٌا فزمانُ زعامتنا أبشَع ْ من عبدِ الله ( الاردن ) إلى سَـعدٍ من حُسْـني القـَيْءِ إلى جَعجَع أوغادٌ تلهـو بأمَّـتِـنا وبلحم الأطفالِ الرّضـَّعْ تـُصغي لأوامر أمريكا ولغير "إهودٍ" لا تركع زُلـمٌ قد باعـوا كرامتهم وفِراشُ الذلِّ لهم مَخدع عفواً فيروزٌ ونزارٌ فالحالُ الآنَ هو الأفظع كـُنا بالأمس لنا وَطنٌ أجراسُ العَـوْدِ له تـُقـرَع ما عادَ الآنَ لنا جَرَسٌ في الأرض، ولا حتى إصبعْ إسـفينٌ دُقَّ بعـَوْرتـنا من هَرَم الجيزَة ْ إلى سَعسَع فالآنَ، الآنَ لنا وطنٌ يُصارعُ آخِرُهُ المَطـلع عـفواً فيروزٌ ونزارٌ أجراسُ العـَودةِ لن تـُقـرَع مِن أينَ العـودة، إخـوتـنا والعـودة تحتاجُ لإصبَع ْ والإصبعُ يحتاجُ لكـفٍّ والكـفُّ يحتاجُ لأذرُع والأذرُعُ يَلزمُها جسمٌ والجسمُ يلزمُهُ مَوقِـع والمَوقِعُ يحتاجُ لشعـْبٍ والشعـبُ يحتاجُ لمَدفع والمدفعُ في دِبر رجال في المتعة غارقة ٌ ترتـَع والشعبُ الأعزلُ مِسكينٌ مِن أينَ سيأتيكَ بمَدفع ْ؟ عفواً فيروزٌ... سـَيّدتي لا أشرفَ منكِ ولا أرفـع نـِزارٌ قـال مقـَولـتهُ أكلـِّم نزاراً... فليسمع إنْ كانَ زمانكَ مَهـزلة فهَوانُ اليومَ هـو الأفظع خازوقـُكَ أصبحَ مَجلسُنا "يُخـَوْزقـنا" وله نـَركع ْ خازوقـُكَ يشرب من دمنا باللحم يَغوص، ولا يَشبَع خازوقـُكَ صغيرٌ لا يكفي للعُـرْبِ وللعالم أجمَـع

12‏/6‏/2009

لا فيستا بعد اليوم!!

من المدوِّن محمد العربhttp://mohamad-alarab.blogspot.com/
لكل من عرف نظام التشغيل الجديد, من شركة مايكروسوفت ألا وهو "وندوز فيستا", فلا بد وأن يعرف أن هذا النظام كابوس حقيقي يراود كل حاسوب يرقد فيه. فهو حقا كابوس يرقد في أجهزة مسكينة, وصلت الى درجة أن مستخدمي هذا النظام باتوا يشعرون في آلام عاطفية تجاه حواسيبهم المكتبية والمحمولة, وكل ذلك من أجل الإستمتاع بمناظر جميلة وبتصاميم ثلاثية الأبعاد. وكنت أنا أحدهم, عانيت مع نظام التشغيل هذا أشهرا طويلة وكنت على وشك فقدان الثقة بحاسوبي الى أن حققت هدفي.

مشكلة النظام الجديد, هي أنه ثقيل جدا على المعالجات, وخصوصا تلك المعالجات الضعيفة, والمشكلة الأكبر هي أن النوع الذي يعتبر الأفضل بين نسخ النظام الجديد, مكلف جدا وصعب الوصول إليه عبر الانترنت, وان نجحت أنا بذلك إلا أن النظام الجديد وبنسخته الأفضل يعتبر مضيعة للوقت أمام نظام "إكس بي" ذلك النظام الجبار في آداءه وسرعته ومعالجته للمشاكل, على عكس نظام "فيستا" الحساس, الذي سبب لي مشاكل عديدة, حيث كنت أخاف أن أشغل ملفا صوتيا كي لا يجعلني أتوسل إلية كي يبقى على قيد الحياة حتى إنتهاء الملف الصوتي.

المشكلة بالنسبة لي كانت بعدم إستجابة الحاسوب لنسخة نظام "إكس بي", حيث أني جربت أكثر من خمسة عشر نسخة مختلفة من نظام "إكس بي" على الجهاز, لكني كنت أصطدم مع رسالة مفادها أن النظام لم يجد القرص الصلب. المشكلة لم تقتصر علي وحدي, بل كانت تجول العالم كله, بحثت في الإنترنت فوجدت الآلاف يشتكون مما أشتكي. الحل الوحيد لهذه المشكلة كان بإيجاد نسخة تستطيع تخطي التعرف على القرص الصلب في الحاسوب, وهذا ما قد فعلت.

تشخيص المشكلة, جاء مع الحل في يوم واحد. خلال زياراتي لمنتديات عربية وأجنبية إستطعت التوصل الى طريق واحد, دمجت ما وجدت في المنتديات الأجنبية بذلك الذي طالعته في المنتديات العربية وكانت النتيجة أني صنعت نسخة جبارة حققت حلمي, وأزاحت عن صدري هما كبيرا.

بعد أن فشلت نسخة جاهزة قمت بتنزيلها من منتدى عربي, قمت بتنزيل برنامج خاص من منتدى أجنبي, وهو برنامج يستخدم لدمج تعريفات الأقراص الصلبة الجديدة "الساتا", مع نظام التشغيل "وندوز إكس بي", وتابعت العملية خطوة بخطوة, حتى حصلت على قرص مضغوط جديد, وضعت فيه أفضل نسخة "إكس بي" من الخمسة عشر نسخة, وللمرة الأولى رأيت شاشة "الإكس بي" تنير الجهاز, يا له من شعور رائع, وكأن فتاة أحلامي تقول لي أحبك أحبك أحبك.

كانت الساعة تقارب الثالثة صباحا, ولاحظت أن العملية قد إستغرقت وقتا قصيرا نسبة لعملية تنصيب نظام تشغيل, وقد لاحظت أن سرعة الجاز إزدادت, وأن سعة الذاكرة إزدادت أيضا. قمت بتنصيب تعريفات الصوت والشاشة وكل الإضافات الباقية, والحمد لله أني الآن أفتخر بإمتلاك هذا الحاسوب الجبار, وأسأل الله تعالى أن يهدينا الى السراط المستقيم وأن يكون إستخدامي لهذا الحاسوب ما هو خير لي وللأمة. حقا إنه شعور لا يوصف, أستطيع القول فقط إنه شعور بأني أمتلك نظام إكس بي.

9‏/6‏/2009

الاصدقاء الاربعة


بعد فراق 30 سنة، التقى أربعة أصدقاء في بار، وراحوا يحتسون الخمر

ويتسايرون

بعد قليل، استأذن أحدهم ليذهب إلى دورة المياه... فراح الثلاثة

الباقون يتبجحون بأولادهم.

قال الأول: أنا إبني عمل في شركة نفط وكان في البداية موظفاً

صغيراً.... وبما أنه ذكي جداً ... تدرج في العمل والآن أصبح هو

المدير العام... وراتبه كبير جداً لدرجة أنه أهدى صديقاً له أحدث

سيارة مرسيدس على الإطلاق.

قال الثاني: جميل.. جميل جداً، وأنا أيضاً كان إبني يعمل في شركة

طيران، ثم راح يدرس ليصبح طياراً، ثم اشترى أسهماً في الشركة...

والآن هو المالك الأكبر فيها.. ولديه ثروة هائلة لدرجة أنه أهدى صديقه المفضّل طائرة نفاثة...

قال الثالث: أنا إبني مهندس، عمل في مجال البناء، وكان ناجحاً

جداً.. وقد أصبح يملك أبراجاً تساوي المليارات... وثروة لا تحصى ولا

تعدّ... لدرجة أنه أهدى صديقاً له برجاً كاملاً..

وبعد قليل، عاد الرابع، وسألوه عن إبنه وماذا يعمل..؟ قال: أنا إبني ناجح جداً في عمله وأنا فخور به..فسألوه وما مجال عمله؟

قال إنه يعمل راقصاً في ملهى ليلي للـشاذين ( Gay ) ويعاشر الرجال

فصرخوا جميعاً.. يا للعار، وكيف لك أن تفخر به؟

فقال لهم: ولما لا؟ فهو خلال عام واحد أصبح مليارديراً...

فسألوه وكيف ذلك؟

قال: تخيلوا أنه في عيد ميلاده الأسبوع الماضي أهداه أصحابه ...

سيارة مرسيدس...طائرة نفاثة...وبرجا كاملا!!!


1‏/6‏/2009

ويفر علي بابا

من محب الويفر محمد العرب http://mohamad-alarab.blogspot.com/

ويفر علي بابا, ليس ويفرا عاديا. أو على الأقل فإن الإسم هنا يحمل معه قصصا وذكريات كثيرة. ويفر علي بابا إنتاج فلسطيني بحت, من شركة سنقرط العالمية. عرفت هذا الويفر عندما كنت صغيرا, كنت أحب أن أطحنه داخل الكيس وان آكله كالطحين. الإسم يذكرني بصف الروضة, والحضانة التي كنت أهرب منها يوميا. ويذكرني بالصف الأول الإبتدائي. السبب في تذكري لعلي بابا هو راديو أجيال, محطة أجيال الشهيرة, والتي تبث من رام الله أحب أن أسمع بعضا من إعلاناتها الإذاعية وخصوصا تلك التي تأتي على شكل أغان. كنت أستمع لراديو أجيال وبالتحديد لنشرة الأخبار وعندما إنتهت النشرة بدأت الإعلانات تتدفق عبر أثير أجيال, وقد أعجبت بطريقة الإعلان عن ويفر علي بابا. وعلى الرغم من إبتعادي عنه في السنوات الماضية, إلا أن ويفر علي بابا عاد ليحتل مكانه على طاولة الحاسوب من جديد.

متى سندفع "الارنونا"؟

من المدوِّن محمد العرب
نزلت قبل أيام الى قسم الجباية في المجلس المحلي للقرية وأحمل في جيبي ما يعادل الألف دولار, لم أكن ذاهبا لألعب في كازينو أو لأشتري شيئا ما بل كنت أحمل هذا المبلغ لكي أدفع الديون المتراكمة علينا, لأننا لم ندفع الأرنونة منذ عدة شهور. الأرنونة عبارة عن ضريبة تسرقها المجالس المحلية, أو بالأحرى تجمعها من المواطنين لشتى الخدمات الوهمية التي لا نرى منها سوى وعود فارغة, وشاحنة قمامة سرقت ذات يوم وتجمعت القمامة الى أن وفرت وزارة الصحة شاحنة جديدة بعد أن قبض من سرقها ثمنها حين باعها قطع غيار في مكان ما.

عندما دفعت ذلك المبلغ أخذت أفكر حين أتى شخص من قبل المجلس ليقيس حجم البيت وهو المقياس الذي على اساسه تحدد قيمة الأرنونة, فعندما صعد الى سطح البيت كان القياس شيئا وعندما أخذ يقيس داخل البيت وجد شيئا آخر, لكنه أخذ في الحسبان القياس الأكبر. ومنذ ذلك اليوم زادت القيمة التي ندفعها, ورغم انه قام بهذا القياس في شهر ايلول الا اننا أرغمنا على دفع الفرقية عن كل السنة. فكرت أيضا بالمبلغ نفسه, مبلغ كبير أليس أفضل لو إشتريت بهذا المبلغ حاسوبا محمولا بدلا لأن أدفعه لأبناء الساقطة, لكن هكذا كان.

أخذت الورقة التي تثبت أني دفعت كل الديون وسددتها, خرجت من المكتب, وأنا أقرأ الورقة بعناية, حيث رأيت أن رصيد الديون قد أصبح صفرا بعد أن كان ولفترة طويلة يتزايد ويتكاثر جراء الديون والضريبة والغرامات. عندما وصلت الباب الخارجي رأيت كومة من الأوراق الحمراء, كتلك التي وصلتنا وعلى إثرها إضطررت للذهاب وودفع الديون, أناس كثيرون تجول في أفكارهم مشاكل وهموم, وأسئلة أهمها, متى سندفع الأرنونا؟!.

رمي الحذاء حرية في وجه الاعداء!!

كتبها المُفكِّر السياسي "تبعنا مش العراقي" محمد العرب http://mohamad-alarab.blogspot.com/
خططها منتظر الزيدي وحده, دون أن يستخدم سلاح دمار شامل, ودون التواطئ مع قوات غربية, وحتى أنه لازم مكانه. جل ما عمله هو أنه خلع حذائه ورمى به في وجه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته, كتعبير عن "قبلة وداع", ربما لا تمثل مئة في المئة من الشعب العراقي لكنها وبلا شك تمثل نسبة هائلة من هذا الشعب.

بين مؤيد لهذا المشهد الدرامي, وبين معارض له, فقد طرحت أسئلة كثيرة حول ردود الفعل التي تلت الشتيمة وقذف الأحذية من قبل جورج بوش. فلو عدنا الى الشريط الذي بثته القنوات الفضائية مرارا وتكرارا لرأينا خبرة الرئيس الأمريكي في تفادي الحذاء الأول والثاني بكل إتقان وسرعة, ذاك الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على تجارب سابقة لدى سعادته.

من الأمور الغريبة أن نرى الرئيس الأمريكي يتعرض لمثل هذه الإهانة وهذا التجريح, وهو ما زال يقف خلف المايكروفون وعلى وجهه إبتسامة صفراء, وبقايا غبار الحذاء الذي أوشك على وضع ملامح جديدة لوجه بوش. تلك الإبتسامة لم تصدر عن فرحة بالإنتصار وإحلال السلام, ولم تصدر عن فرحة بعودة الجنود الأمريكيين سالمين الى الولايات المتحدة, ولم تصدر بالطبع عن إنتعاش الإقتصاد الأمريكي وإنتعاش الدولار ورجوعه الى مكانته وقيمته.

تلك الإبتسامة جاءت لتحكي لنا قصة عنصر قد إفتقده الرئيس الأمريكي وإفتقدته إدارته عندما فاز حزبه في الإنتخابات الأمريكية قبل ثمانية أعوام ألا وهو الكرامة. فمنذ ذلك اليوم أعلنت الحرب على دولتان, وأوشكت الثالثة على الإنخراط في مثلث "الشر", أفغانستان كانت أول الضحايا بذريعة محاربة الإرهاب, وها هي الآن وبعد سنوات على الحرب لم تعمر بالسلام ولم ينم لها جفن إلا ونسمع عن قتلى وموتى وجرحى فيها.

العراق هي ثاني الضحايا, وقد أدخلت في حرب بذريعة سلاح الدمار الشامل, الأمر الذي مهد الطريق للأمريكان وبتواطئ من بعض دول الجوار لإحتلال العراق وتخليصه من سلاح الدمار الشامل وإحلال السلام والديموقراطية على أراضيه. أما الدولة الثالثة فالذريعة لشن الحرب عليها كانت وشيكة, فالسلاح النووي لإيران شكل مصدر خوف للكثيرين, لكن الظروف السيئة للجنود الأمريكان في العراق, أبطأ من تبلور التطورات في أخذ القرار بشن الحرب على إيران.

كعادته جاء بوش ليقف على منصة ويطمأن الرأي العام والعالم كله أن العراق الآن بلد سلام, وآمان وديموقراطية, وذهب بحديثه يصنع لنا من الظلام نورا, ومن الجوع شبعا, ومن المستقبل زمنا لم يمر به أحد في سلام مماثل. لكن ديموقراطيته المبالغ فيها أدت الى أن تتطاير أحذية منتظر الزيدي من وسط قاعة المؤتمر الصحفي موجهة الى وجه الرئيس الأمريكي جورج بوش مصاحبة بجملة "قبلة الوداع".

وداع لم يحظى به حتى هتلر من قبل أي يهودي حتى ولو عن بعد. هذا الحذاء لخص لجورج بوش الوضع الحالي ليس فقط ما يدور في العراق, بل لخص له أيضا ثماني سنوات من الإدارة الأمريكية الخارجية, بأن مستوى مخططاتها ومشاريعها وديموقراطيتها وحريتها لا تقل عن قيمة هذا الحذاء.